Hero image

أقمشة "الموهير" الفاخرة

أكتوبر 9, 2025

شارك

تم نشر هذه المقالة بالشراكة مع AramcoWorld

كيف استطاعت جنوب إفريقيا نشر أقمشة المُخيَّر الفاخرة على مستوى العالم


تجلس جيزيلا أريندس وهي تحمل إبرة خياطة اللحف بيدها بينما تحيك بخيوط المُخيَّر (الموهير) المأخوذة من شعر ماعز الأنجورا. وهي واحدة من بين إحدى عشرة امرأة حِرَفية تعمل في إحدى المزارع التي تديرها عائلة هاسيلت عند سفح جبال سوارتبرغ في جنوب إفريقيا.

تشتهر خصلات المُخيَّر بلمعانها ومتانتها ومرونتها. وبمجرد نسجه في خيوط الغزْل، إما يدويًّا أو على الآلة، يزداد الطلب عليه، خاصّةً من سوق الملابس الفاخرة. ولكن متانته وقدرته على الاحتفاظ بالألوان تجعله شائعًا كذلك في أشياء أخرى مثل الشالات والبطانيات.
تبدأ معظم مراحل صناعة المُخيَّر في مزارع الماعز مثل هذه المزرعة. 

تقول أريندس: "نحن نرى دورة الحياة بأكملها في المشغل... بداية من الجِداء حديثة الولادة، التي تكون في غاية اللطف والرقة، ثم وهي في مرحلة البلوغ، ثم المرة الأولى التي نقص فيها أصوافها، ثم ها نحن السيدات نجلس هنا نشتغل بأصواف تلك الحيوانات ذاتها، ونصنع منها أشياء جميلة..."

 
Mohair Fabric 2 ladies

جيزيلا أريندس

تقول جيزيلا أريندس عن المُخيَّر: "لا يوجد شيء مثله". المُخيَّر هو شغفٌ عند الحرفيين. "أحب المُخيَّر. لا يوجد شيء يضاهيه"، وتتابع وهي تمسح العرق الذي يتصبب من جبينها – فالجو حار وجاف هنا في "كارو"، المنطقة التي تتربى فيها معظم ماعز الأنجورا الجنوب إفريقي. وكلمة كارو تعني "جاف" باللغة الخويسية، وهي لغة البوشمن، أول من سكن هذه النواحي من البلاد. هنا، في هذا الجفاف، تزدهر ماعز الأنجورا.

تُعد جنوب إفريقيا اليوم أكبر منتج للمُخيَّر في العالم، إذ أنتجت 54% من الاحتياج العالمي منه في عام 2023م، وفقًا لما قاله ماركو كوتزي من شركة "موهير جنوب إفريقيا"، الهيئة الصناعية التي تروج للإنتاج المستدام للمُخيَّر في جنوب إفريقيا وتنظمه وتدعمه.
والمُخيَّر ليس بالصناعة القديمة في جنوب إفريقيا، إذ لم تصل أولى مواعز الأنجورا إلى المنطقة (التي كانت مستعمرة بريطانية آنذاك) إلا في ثلاثينيات القرن التاسع عشر. وقد جُلِبت من الإمبراطورية العثمانية، وتحديدًا من تركيا الحالية.

إن الألوان النابضة بالحياة التي ينتجها المُخيَّر لا مثيل لها في عالم النسيج

ماندي وايت إيراسموس

John Brown Seda Ozbahar

تربي "سيدا أوزبهار" ماعز الأنجورا منذ عام 2022م في أنقرة، تركيا. وتُعدّ تركيا واحدة من أكبر منتجي المُخيَّر في العالم. (الصورة لمحمد على أوزكان/وكالة الأناضول عبر جيتي إيمجيز)

المُخيَّر من ماعز الأنجورا في الإمبراطورية العثمانية

الماعز عمومًا موجودة منذ الأزل – وجاء ذكرها في الكتب المقدسة، وتُظهر الأدلة المادية أنها كانت موجودة في العصر اليوناني والروماني. ولكن أصل ماعز الأنجورا بالتحديد يكتنفه الغموض إلى حدٍّ ما.
يقول جورسيل ديلال، مدير مركز أنقرة لتطبيقات الماعز والمُخيَّر وأبحاثهما بجامعة أنقرة، إن ماعز الأنجورا تعود إلى سلالة نشأت في جبال الهيمالايا والتبت، ومن المرجّح أنها جاءت من خلال هجرة القبائل التركية من آسيا الوسطى إلى الأناضول في القرن الحادي عشر الميلادي.
ويقول: "لقد رُبّيَِت هذه السلالة بصفة خاصة في مقاطعة أنقرة وضواحيها، وأخذت اسمها من هذه المدينة، "المعروفة سابقًا باسم أنجورا".

Mohair Fabric John Brown

على اليمين: صورة لأحد معروضات متحف المُخيَّر في جانسنفيل بجنوب إفريقيا. غلاف مجلة قديمة يوضّح عملية تصدير المُخيَّر. على اليسار: جون براون والطفل الماستر جاذرال، ابن القنصل البريطاني في تركيا، يقفان مع كبش أنجورا في عام 1867م.

بدأت الكتابات التاريخية تشير إلى خصلات الشعر الطويلة المميزة لماعز الأناضول (آسيا الصغرى) في القرن الأول الميلادي. وصحيح أن هذا لا يُعدّ دليلًا قاطعًا على أصل السلالة، لكنه يشير إلى أن الانتقاء المقصود للماعز ذات الخصلات الطويلة الفاخرة وتربيتها قد بدأت منذ قرون مضت في هذا الجزء من العالم.

في تركيا، كانت ماعز الأنجورا في الأصل حيوانًا منزليًّا، حيث كانت النساء يحتفظن به لينسجن ملابسهن من أصوافه. ولم يرد ذكر الماعز في الكتابات الأوروبية، على النحو الذي نعرفه اليوم، قبل عام 1538م، وفقًا لما قاله جورسيل دلال عن الأنجورا. ويضيف أن كلمة "موهير" مشتقة من الكلمة العربية "مخيّر". وتعني في الأصل "المميَّز" أو "المُختار"، ثم أصبحت تشير إلى "نسيج شَعر الماعز".
وقد سمحت الرقابة الصارمة على الصناعة أن يهيمن الأتراك على تجارة المُخيَّر لعدة قرون. ومع أن ماعز الأنجورا صارت معروفة خارج الإمبراطورية العثمانية بحلول منتصف القرن السادس عشر، لم يصل صوف المُخيَّر الخام إلى أوروبا الغربية إلا بعد مرور مائة عام – ويرجع ذلك جزئيًّا إلى حظر تصديره، كما يقول دلال.

 
Mohair Fabric two type

على اليمين: كنزة من المُخيَّر من تصميم جوجو (Gugu)، وهي تحتفي بتراثها الجنوب إفريقي وحرفتها اليدوية. (بإذن من جوجو بيتيني). على اليسار: قدَّمت مصممة الأزياء جوجو بيتيني، من خلال علامتها التجارية "GuguByGugu"، المُخيَّر إلى الساحة الدولية.

ويقول إن الاستهلاك المحلي وتصدير الأقمشة المنسوجة من المُخيَّر "ساهم مساهمةً كبيرة في اقتصاد الإمبراطورية العثمانية لسنوات عديدة". فبالإضافة إلى النسيج، كانت الباروكات والسجاد والكنزات الصوفية والقبعات ومفارش المائدة والأوشحة والشالات تُصنع جميعها من المُخيَّر، مما زاد من شهرته.

وكان الحظر على تصدير ماعز الأنجورا أشد صرامة. ويوضح دلال: في عام 1541م أرسل السلطان العثماني سليمان القانوني ماعزتان من مواعز الأنجورا إلى الإمبراطور الروماني المقدّس تشارلز الخامس، ولم تُصدَّر بعدها مرة أخرى حتى أوائل القرن التاسع عشر.

ففي أواخر ثلاثينيات القرن التاسع عشر، أهدى العثمانيون اثني عشر كبش أنجورا عقيمًا ونعجة واحدة إلى المسؤولين في جنوب إفريقيا. وهنا تأخذ القصة منعطفًا لافتًا؛ إذ كانت النعجة حاملًا وأنجبت جديًا ذكرًا خلال الرحلة، كما يقول كوتزي من شركة "مُخيَّر جنوب إفريقيا". أما بقية القصة فمعروفة للجميع.
وعلى مدى العقود التالية، استُورِدَ المزيد من ماعز الأنجورا، وبالتربية الانتقائية، نجح المزارعون في إنشاء قطعان ازدهرت في منطقة كارو شبه القاحلة.

وبدايةً من منتصف القرن التاسع عشر ووصولًا إلى أواخره، تفوّقت جنوب إفريقيا على العثمانيين في إنتاج المُخيَّر، وأصبحت مُهيمنةً في السوق العالمية. وبالانتقال سريعًا إلى عام 2024م، تُقدِّر شركة "موهير جنوب إفريقيا" أن في البلاد ما يقرب من مليون ماعز أنجورا.

 
Mohair Fabric sheep

تُربى ماعز الأنجورا في مزرعة عائلة فان هاسيلت عند سفح جبال سوارتبرج في جنوب إفريقيا. وتمتلك المزرعة واحدة من أقدم حظائر المُخيَّر.

من المزرعة إلى الأزياء الراقية

ليس أدل على ازدهار صناعة المُخيَّر في جنوب إفريقيا وحجمها الهائل، من مستودعات المعالجة الضخمة التابعة لمجموعة ستوكن، ومصنع هينترفيلد التابع لها، الواقع على مشارف كيبيخا، الذي يمثل مركز صناعة المُخيَّر في البلاد. وقد بنت هذه الشركة العائلية المتكاملة سمعتها على مدى 150 عامًا، أولًا في روسيا؛ ثم في ألمانيا؛ وبعد ذلك في جنوب إفريقيا، في خمسينيات القرن الماضي.

 

ثمّة مئات الرُّزم من المُخيَّر مشتراة من مزاد علني، ومخزَّنة في مجموعة من المستودعات الضخمة. ومن هنا، يُنقل المُخيَّر بواسطة رافعة شوكية إلى عدة ماكينات ضخمة، لتبدأ عملية معقّدة تُحوِّل الصوف المتَّسخ إلى نسيج نهائي.
يشعر مالك مصنع هينترفيلد، دانيال ستوكن، بالفخر وهو يشرح كل خطوة؛ بداية من القص والغسيل إلى التمشيط والصباغة والغزل. 
يقول ستوكن: "يتميز المُخيَّر بلمعان طبيعي، مثل الألماس"، في إشارة إلى حقيقة أن المُخيَّر غالبًا ما يشار إليه باسم "النسيج الماسي"، "والألماس يحظى بالتبجيل لجماله وقيمته". ويعتقد أيضًا أن المستهلكين بدأوا يدركون أهمية الأزياء الأبطأ في الإنتاج والأكثر استدامة.

 

وفي صالة عرض هينترفيلد، يمكننا رؤية نتائج تحويل ذلك الصوف إلى نسيج، حيث يعج المكان بالألوان والمنسوجات. المُخيَّر معروف بقدرته الفائقة على امتصاص الصبغة، كما توضح ماندي وايت إيراسموس، منسقة تصميم المنسوجات في هينترفيلد: "لا مثيل في عالم المنسوجات للألوان النابضة بالحياة التي ينتجها المُخيَّر. ويعشق المصممون، وأنا منهم، هذا الجانب من المُخيَّر". 
وهذه الألوان -وألوان المُخيَّر تؤخذ من مصادر مستدامة- هي ما يتبناه المصممون في جنوب إفريقيا الآن، حيث يأخذون الصوف من المزارع المحلية إلى صالات عرض الأزياء العالمية، والمعارض الفنية، والبوتيكات الراقية.
 
Mohair Fabric factory 2

مشغل هينترفيلد

بدأ مشغل هينترفيلد عمله منذ خمسينيات القرن الماضي، لتحويل الصوف الخام إلى أقمشة مصبوغة ومغزولة باستخدام ممارسات مستدامة.
وتُعدُّ المصممة فرانسيس فان هاسيلت مثالًا حيًّا على هذه الرحلة، إذ تركّز على الارتقاء بمكانة المُخيَّر ليصبح إحدى الألياف الأكثر عراقة وتفرّدًا في العالم.

وُلدت فرانسيس في منطقة كارو، ونشأت في مزرعة عائلية تمتلك واحدة من أقدم حظائر المُخيَّر، مما جعلها تكنّ حبًّا عميقًا لهذا النوع من الصوف منذ صغرها. 
تقول: "كل التفاصيل، من المزرعة إلى النسيج، متأصلة في كياني. فصناعة أقمشتنا مرتبطة أولًا بهطول المطر، وبالأرض، وبصحة الحيوانات، وبالرعي، تليها عملية غزل الخيوط الفاخرة، وأخيرًا النسج والتشطيب، وهي الخطوات الأخيرة المسبوقة بسلسلة طويلة من العناصر والمشاركين".

تنسج فرانسيس وفريقها، ومن ضمنهم أريندسي، منسوجات تحمل موضوعات فنية، في شكل سجاد وجداريات وأطقم ملابس متناسقة، مستلهمين في كل جانب من جوانب التصميم والتصنيع من البيئة الطبيعية المحيطة. تقول أريندسي: "نعيش في مكان جميل للغاية. ومن السهل أن نستمد الإلهام مما نراه حولنا".
تنتج جنوب إفريقيا واحدًا من أفضل أنواع المُخيَّر في العالم، باستخدام ممارسات مستديمة، وفي مرافق معالجة مذهلة.

تقول فان هاسيلت: "صحيح أننا لا نمتلك قطاع نسيج رسمي، ولكن لدينا آلاف الحرفيين التقليديين ذوي المهارات العالية في مجال النسيج. وعندما نجمع بين ما تتفرد به منظومة النسيج الجنوب إفريقية من نقاط قوة ومهارات، وبين التصميم والجودة الممتازَين، يمكننا صناعة منتجات قادرة على المنافسة في أي منصة عالمية".
 

مستقبل المُخيَّر في جنوب إفريقيا واعد جدًّا

فرانسيس فان هاسيلت

Mohair Fabric Van Hasselt 2

تشيد فان هاسيلت بالحرفيين التقليديين ذوي المهارات العالية في جنوب إفريقيا.

Mohair Fabric Van Hasselt 1

تعمل كاتريينا كاميس (يسار الصورة) وفرانسيس فان هاسيلت على النَّوْل لإكمال منسوجة جدارية بعنوان "الخيوط". وبمساهمة من مكتب كيت أوتن للعمارة، ومجموعة "The Herd"، وإستوديو فان هاسيلت، عُرضت هذه المنسوجة الجدارية في بينالي البندقية للعمارة عام 2023م في إيطاليا.

الاستدامة في عالم الأزياء الراقية

مصممة أخرى شابة من جنوب إفريقيا تدفع المُخيَّر إلى الساحة العالمية، هي جوجو بيتيني: العقل الإبداعي وراء علامة "GuguByGugu". ومع أنها لم تبدأ مشروعها إلا في عام 2019م، فقد أشعلت حماسة دور الأزياء وعشاق الموضة على حد سواء.
استوحت بيتيني علامتها من حقبة التسعينيات، وهي الحقبة ذاتها التي وُلدتْ بها، لتضفي على أزياء الشارع الفاخرة لمسة "أفرو-عصرية" جريئة وجديدة. وتُعد المحبوكات أساس مجموعاتها، مما يعكس تدريبها وهويتها الجنوب إفريقية. وهي تُدخِل ألياف المُخيَّر في تصاميمها المبتكرة ضمن قطع أزياء معاصرة تحتفي بالتراث والحِرَفية على حدٍّ سواء.

وكما هو الحال مع فان هاسيلت، تلتزم بيتيني باستدامة الألياف، وبمصادرها وإنتاجها. إذ يسعى مَشْغلها إلى أن يجلب كل شيء من داخل البلاد.
بدأ شغفها في الطفولة حين كانت تلجأ إلى أشياء تخص والدتها، مثل مفارش الطاولة والستائر، فتقصّها لتصنع منها ملابس لعرائسها، مما قادها إلى دراسة تصميم الأزياء، وانتهى بها المطاف في تدريب مهني مع شركة "موهير جنوب إفريقيا".

 تقول: "أحب العمل بالمُخيَّر، فبمجرّد أن تلمسه وتتحسَّسه، ستترك العمل بالألياف الصناعية مرة أخرى". لقد أصبح المُخيَّر جزءًا أصيلًا من علامتها التجارية. وتقول: "إنه أكثر من مجرد ألياف، إنه إرث".

قبل عام 2020م، كان اسم بيتيني معروفًا بالفعل عالم الموضة الجنوب إفريقية، فقد عُرضت أعمالها في معرض "ديزاين إندابا" الفني المرموق، وكانت أصغر متسابقة تشارك في النسخة الجنوب إفريقية من برنامج "بروجكت رانواي". وفي عام 2020م، دفعها التزامها بالاستدامة إلى تصميم قطع أزياءٍ بوعي بيئيّ، مما مهّد الطريق لتمثيلها جنوب إفريقيا في أسبوع الموضة في لاغوس. ويُعدّ هذا المعرض التجاري السنوي في نيجيريا هو أكبر حدث لعروض الأزياء في إفريقيا، وفقًا لحكومة جنوب إفريقيا.

Mohair Fabric clothes

صممت فان هاسيلت مجموعة منتجات أطلقت عليها اسم "SOFA" (وهي مختصر لعبارة "دعم المصانع القديمة في إفريقيا")، وتتكوّن من: بطانيات وأوشحة ومعاطف مصنوعة من مخزون خيوط مُخيَّر عالي الجودة، من بقايا إنتاج مصانع قديمة في أنحاء البلاد.

ومنذ ذلك الحين، توالت الجوائز؛ ففي عام 2024م، عُرضت مجموعتها لربيع ذلك العام وصيفه، بعنوان "أصداء الذات"، وتتناول المجموعة إشكالات الهوية في أسبوع الموضة في باريس، وفازت بجائزة أفضل مصممة شابة.
بدأت بعدها فترة تدريب مهني مع دار الأزياء الشهيرة بالنسياغا. وتقول عن تلك اللحظة: "كانت لحظة حاسمة. تشعر عميقًا بالفخر عندما تعرف أن هذه القطع، المصنوعة من مُخيَّر محلي المصدر، والمستوحاة من التراث الإفريقي، تحظى بتقدير جمهور عالمي".  واستمرّت رحلتها لتصل إلى أسبوع الموضة في نيويورك.

استَخدمت في مجموعاتِ أزيائها خاماتٍ وأنماطًا تعبر بها عن موضوعات فنية، فكانت لها أصداء عميقة في نفوس من يقدرون الابتكار والعراقة معًا.
في حين تتصدر جنوب إفريقيا اليوم إنتاج المُخيَّر عالميًّا، تظل تركيا واحدة من أبرز المنتجين في العالم لهذه الألياف.

بحسب دلال، لا يزال ماعز الأنجورا يحظى بأهمية كبيرة في قطاع النسيج التركي، وكذلك في الثقافة الشعبية، وأطباق المطبخ التركي، والوظائف المتعلقة بالمُخيَّر. وقد ازداد إنتاج ألياف المُخيَّر بنحوٍ ملحوظ خلال العقد الماضي. ويقول دلال إن عمله في مركز الأبحاث يهدف إلى معالجة إنتاج المُخيَّر وتحسينه في ضوء الاهتمام المتزايد مؤخرًا بالمنتجات النسيجية العضوية، ومن ثَمّ بالألياف الحيوانية الطبيعية.

في جنوب إفريقيا، تقول فان هاسيلت إن كثيرًا مما تستوحيه آتٍ من عملها مع نظرائها الذين يشاركونها الشغف نفسه بهذه الحرفة وبالخامات المحلية، فيخرجون منها بمنتجات ذات صلة بالبلاد، خاصة في وقت تتجه فيه أنظار العالم نحو جنوب إفريقيا والقارة الإفريقية عمومًا. وتضيف: "مستقبل المُخيَّر في جنوب إفريقيا واعد جدًّا".
سواء في تركيا أو جنوب إفريقيا، يبقى أمرٌ واحد لا جدال فيه: المُخيَّر، يستحق فعلًا لقب "الألياف الماسية". 

 

بقلم وعدسة: 

سامانثا رايندرز