
مسابقة أقرأ تختتم عقدها الأول
ديسمبر 7, 2025

صورة جماعية للفائزين مع سعادة المهندس أمين الناصر، رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييّها التنفيذيين، ومدير مركز إثراء الملكلّف مُصعب السعران
عالم متغير بالمعرفة
اجتمع ستة قرّاء من العالم العربي؛ السعودية، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، في فضاءٍ تتجاور فيه النصوص وتتقاطع الأسئلة، ويعلو فيه صوت القارئ شريكًا في تشكيل الوعي لا متلقيًا له. فقدّم القرّاء قراءاتهم المختارة وخاضوا مناظراتٍ فكرية، وأجابوا عن أسئلة اختبرت سعة اطّلاعهم ومرونتهم، في مشهدٍ أعاد تعريف معنى أن يكون المرء قارئًا في عالمٍ متغير.

الفائزة بجائزة "قارئ العام" باختيار لجنة التحكيم: نسرين أبولويفة من ليبيا.
تتويج قارئ العام
وفي ختام الحفل الذي نظّمه المركز في مقره بالظهران، وجمع لفيفًا من المثقفين والأدباء العرب، توّج سعادة المهندس أمين الناصر، رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييّها التنفيذيين، الفائزين وعلى رأسهم المشاركة الليبية نسرين أبولويفة، التي نالت لقب "قارئ العام" باختيار المحكّمين للدورة العاشرة من مسابقة أقرأ للعالم العربي، فيما تُوّجت هبة يايموت من المغرب بلقب "قارئ العام لأفضل نص"، وحظيت سارة بن عمّار من الجزائر بلقب "قارئ العام" بتصويت الجمهور، فيما نالت لقب "القارئ الواعد" من السعودية لانا الغامدي، وحازت الأستاذة سحر الجهني على لقب "سفراء القراءة"، كما فازت مدارس جيل الجزيرة الأهلية بلقب "المدرسة القارئة"، وفاز فريق الادعاء المكوّن من: التونسي أمين شعبان، والمغربي يونس البقالي، والجزائرية سارة بن عمّار بلقب "مناظر العام".
لحظات بدت كتتويجٍ لرحلة تتجاوز حدود المنافسة، مشكِّلةً حضورًا اجتمع على المعرفة والإصرار وشغف القراءة، حيث تصبح الكلمة سندًا والفكرة وطنًا يرافق صاحبه أينما اتجه.

الفائزة بجائزة قارئ العام بتصويت الجمهور: سارة بن عمار من الجزائر.
تبنّي قضية القراءة وإطلاق مؤشر القراءة العربي
وأعلن مدير مركز إثراء المكلّف، مصعب السعران، في كلمته عن تبني المركز للقراءة باعتبارها القضيَّة الأساس لخمسِ سنواتٍ قادمة، إضافةً إلى إطلاقِ مؤشر القراءة العربي الذي يرصدُ حالة القراءة في الدول العربية، مشيرًا إلى أنه استُكملت بياناتُ المملكة العربية السعودية ودول الخليج، فيما ستُطلق النسخة الكاملة العام المقبل، وذلك خدمةً للقرّاء والكتّاب والمؤسسات الثقافية.
مسيرة من الإلهام والعمل الجاد
لافتًا أن عَشرُ دوراتٍ من "أَقرأ" ليست رقمًا بل مسيرةٌ من الإلهامِ والعملِ الجاد لرفعِ تنافسية الشباب، وإرساء القراءة عادةً ذات أثرٍ مستدام.
وقال: "نفخرُ اليوم بأن أكثر من نصفِ مقدّمي الفقرات والمحاورين هم من أبناءِ المسابقة الحاليين والسابقين؛ نماذجٌ قارئة تمتلك مهارات الحوار والمناظرة والتفكير النقدي".

الطفلة الفائزة بجائزة "القارئ الواعد": لانا الغامدي من السعودية.
أدب يعبر الحدود
وشهد الحفل حضور الروائي النرويجي "يون فوسه" الحائز على جائزة نوبل للآداب لعام 2023م، الذي أضفى بظهوره بُعدًا إضافيًّا على الفضاء الثقافي للمهرجان. وخلال جلسته، تحدث فوسه بصوتٍ هادئ يشبه نصوصه، مؤكّدًا أن الكتابة في جوهرها ليست صنعة بل إنصاتٌ عميق لما يتشكّل في الداخل، قائلًا: " الأدب الذي يعبر الحدود يجب أن يحمل شيئًا جديدًا وفريدًا، وأن يظل دائمًا قادرًا على ملامسة الجميع"، وقد بدا حديثه امتدادًا لفلسفة أقرأ.
يومان من الحراك الثقافي
وعلى امتداد يومين، نسج المهرجان خارطته الثقافية عبر سلسلة فعاليات تنوّعت بين منصات توقيعٍ ولقاءاتٍ مع كتّاب ومفكرين، إلى عروضٍ شعرية، وجلساتٍ حوارية، ونقاشاتٍ أعادت وصل الجمهور بالقراءة. كما استحضرت الفعاليةُ الفنية "على ضفاف وعدٍ قديم" عالمَ الراحل "غازي القصيبي"، بمشاهد استثنائية ومعاصرة، في حين أتاحت "ورشة قراءة النص الأدبي" و"توأمك الأدبي" للزوار الفرصة لاكتشاف ميولهم القرائية، فيما امتدت دوائر الفعاليات لتشمل "معرض أقرأ" و"الكتبية" و"ماراثون أقرأ" في تأكيد على أن القراءة فعل جماعي لا ينفصل عن الحياة اليومية.
تمكين الجيل الجديد
بهذه النسخة؛ يجدّد "إثراء" رسالته في تمكين الجيل الجديد من أدوات المعرفة، وتعزيز حضور القراءة ركيزةً للتفكير والإبداع، وقدّ شكّل الحفل الختامي مناسبةً للاحتفاء بجهود المشاركين، وشركاء النجاح، والجمهور الذي أسهم في صناعة هذا المشهد الثقافي المتجدِّد. وبينما يُسدل ستار النسخة العاشرة، تنطلق التحضيرات للدورة المقبلة بروحٍ تتطلع إلى توسيع أثر المسابقة ومدّ جسورٍ أوسع بين القرّاء في العالم العربي.
ويُشار إلى أن الحفل بُثَّ على القناة الثقافية والسعودية الآن، وعدد من القنوات العربية الرسمية؛ تونس، والمغرب، وليبيا لأول مرة، وذلك احتفاءً بعشر دورات لمسابقة أقرأ.
