
هذا الكتاب رحلة استكشافية في قلب إحدى أقدم الحضارات الإنسانية وأكثرها تأثيرًا. من خلال عدسة مكتبة آشور بانيبال الأسطورية، التي أُسِّست في القرن السابع قبل الميلاد وسُمِّيت نسبة إلى آشور بانيبال، آخر ملوك الإمبراطورية الآشورية وأشهرهم. تُعيد عالمة الآشوريات سيلينا ويسنوم بناء الحياة الفكرية والروحية واليومية لشعوب بلاد ما بين النهرين القديمة، مقدمةً صورة علمية وإنسانية عميقة لعالم شكَّل مسار التاريخ من جوانب عديدة.
يبدأ الكتاب بسرد مُشوِّق لاكتشاف مكتبة آشور بانيبال على يد فريق من علماء الآثار البريطانيين في العراق خلال القرن التاسع عشر. فعن طريق المصادفة، عثروا على مجموعة من ألواح طينية تعود إلى تلك المكتبة القيّمة. وكان آشور بانيبال قد ورث جوهر مكتبته من أسلافه، لكنه لم يكتفِ بذلك، بل استمرّ في توسيعها، جزئيًا عبر الاستيلاء على مكتبات أعدائه البابليين. فقد كان يدرك جيدًا الصلة الوثيقة بين المعرفة والسلطة؛ إذ إن بناء مكتبته كان وسيلة لتعزيز نفوذه، بينما كان استحواذه على نصوص خصومه يضعفهم في المقابل. وعلى الرغم من أن المكتبة أُحرِقت بالكامل بعد وفاته على يد أعدائه، فإن الألواح الطينية التي نُقشت عليها النصوص بالخط المسماري، أول نظام كتابة عرفه الإنسان، نجت من الدمار؛ إذ أسهمت حرارة النيران في تحميصها وحفظها عبر العصور. وقد دُفنت هذه الألواح لآلاف السنين، وصمدت عبر القرون، فشكَّلت نافذة نادرة على حياة أناس عاشوا قبل آلاف السنين وأفكارهم.
تصحبنا "ويسنوم" في جولة داخل هذه المكتبة الفريدة، فتنقل تعقيد ثقافة بلاد ما بين النهرين، وتكشف عن مجتمع كان مهتمًا بالرياضيات والفلك والخدمات المصرفية والقانون والأدب والطب. ومن خلال تفاصيل هذه المكتبة، تُعيد بناء حياة الملوك والملكات، وكذلك الكَتَبة والكهنة والتجار والرثّائون المحترفون، ومن ثَمَّ تُسلط الضوء على التجارب الإنسانية العالمية، فتحدّثنا عن التنافس والغيرة، والصداقات العميقة، والمظالم، والأسئلة الوجودية؛ لتذكِّرنا بأنه مع مرور آلاف السنين، فإن هموم الإنسان وتطلعاته ومشاعره بقيت متشابهة، وأن جذور إنسانيتنا المشتركة تمتد عميقًا في تاريخ الحضارات الأولى.
باختصار، يُعدُّ هذا الكتاب تأملًا في قوة المعرفة الخالدة، وتكريمًا لإنجازات شعوب بلاد ما بين النهرين القديمة وحضارتهم التي كانت مصدر إلهام لكثير من الحضارات الأخرى.
يبدأ الكتاب بسرد مُشوِّق لاكتشاف مكتبة آشور بانيبال على يد فريق من علماء الآثار البريطانيين في العراق خلال القرن التاسع عشر. فعن طريق المصادفة، عثروا على مجموعة من ألواح طينية تعود إلى تلك المكتبة القيّمة. وكان آشور بانيبال قد ورث جوهر مكتبته من أسلافه، لكنه لم يكتفِ بذلك، بل استمرّ في توسيعها، جزئيًا عبر الاستيلاء على مكتبات أعدائه البابليين. فقد كان يدرك جيدًا الصلة الوثيقة بين المعرفة والسلطة؛ إذ إن بناء مكتبته كان وسيلة لتعزيز نفوذه، بينما كان استحواذه على نصوص خصومه يضعفهم في المقابل. وعلى الرغم من أن المكتبة أُحرِقت بالكامل بعد وفاته على يد أعدائه، فإن الألواح الطينية التي نُقشت عليها النصوص بالخط المسماري، أول نظام كتابة عرفه الإنسان، نجت من الدمار؛ إذ أسهمت حرارة النيران في تحميصها وحفظها عبر العصور. وقد دُفنت هذه الألواح لآلاف السنين، وصمدت عبر القرون، فشكَّلت نافذة نادرة على حياة أناس عاشوا قبل آلاف السنين وأفكارهم.
تصحبنا "ويسنوم" في جولة داخل هذه المكتبة الفريدة، فتنقل تعقيد ثقافة بلاد ما بين النهرين، وتكشف عن مجتمع كان مهتمًا بالرياضيات والفلك والخدمات المصرفية والقانون والأدب والطب. ومن خلال تفاصيل هذه المكتبة، تُعيد بناء حياة الملوك والملكات، وكذلك الكَتَبة والكهنة والتجار والرثّائون المحترفون، ومن ثَمَّ تُسلط الضوء على التجارب الإنسانية العالمية، فتحدّثنا عن التنافس والغيرة، والصداقات العميقة، والمظالم، والأسئلة الوجودية؛ لتذكِّرنا بأنه مع مرور آلاف السنين، فإن هموم الإنسان وتطلعاته ومشاعره بقيت متشابهة، وأن جذور إنسانيتنا المشتركة تمتد عميقًا في تاريخ الحضارات الأولى.
باختصار، يُعدُّ هذا الكتاب تأملًا في قوة المعرفة الخالدة، وتكريمًا لإنجازات شعوب بلاد ما بين النهرين القديمة وحضارتهم التي كانت مصدر إلهام لكثير من الحضارات الأخرى.
مكتبة الحكمة القديمة
بلاد ما بين النهرين وصناعة التاريخ
The Library of Ancient Wisdom: Mesopotamia and the Making of History by Selena Wisnom
تأليف: سيلينا ويسنوم
الناشر: 2025م، Allen Lane