Hero image

الموسيقى ونظرية الرنين العصبي

سبتمبر 29, 2025

شارك
أظهرت دراسة جديدة في علم الأعصاب والدماغ أن أدمغة البشر لا تفهم الموسيقى من خلال الجهد المعرفي فحسب، بل تتفاعل معها أيضًا على المستوى الجسدي، وفقًا لما ذكرته مجلة (nature reviews neuroscience) في 18 مارس 2025م. وتدعم هذه النتيجة نظرية الرنين العصبي (NRT)، التي تشير إلى أن تجربتنا للموسيقى تعتمد على عمليات طبيعية فطرية في الدماغ بدلًا من المعلومات المكتسبة. 

ووفقًا لنظرية الرنين العصبي، فإن تزامن تذبذبات الدماغ الطبيعية مع إيقاع المقطوعة الموسيقية ولحنها، هو ما يُؤدي إلى تجارب نربطها بالموسيقى، مثل الإحساس بالتوقيت والرغبة في تحريك الجسم مع الإيقاع. 

وتقول المؤلفة المشاركة في الدراسة، البروفيسورة كارولين بالمر: "تشير هذه النظرية إلى أن الموسيقى مؤثرة، ليس فقط لأننا نسمعها، ولكن لأن أدمغتنا وأجسادنا تصبح كذلك. وهذا له آثار كبيرة على العلاج والتعليم والتكنولوجيا". 

ويمكن استخدام نظرية الرنين العصبي لتطوير علاجات للاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، وحتى لحالات مثل مرض باركنسون والسكتة الدماغية. كما يمكن استخدامها لتطوير أدوات تعليمية موسيقية وتقنيات ذكاء اصطناعي توليدي أكثر فاعلية. 

كما تؤكد هذه الدراسة النتائج السابقة للدراسات الموسيقية عبر الثقافات، مثل تلك التي أجراها عالِما النفس ل. ل. بالكويل وف. طومسون، اللذان وجدا أن الناس من جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية، يتشاركون في كثير من الاستجابات العاطفية المتشابهة تجاه المقطوعات الموسيقية نفسها.