
النجيّة
د. مستورة العرابي
بين الوقوف على تخوم الروح وبين العودة إلى ذاكرةٍ تشدّنا إلى الماضي، تظلّ براءة الإنسان رايةً تحاول البقاء على قيد الحياة في خضمّ السعي الذي لا ينتهي ولا يريد.
أفهم الشعر قفزةً في فضاء الآتي، وأراهن على عدم الوصول في كل مرَّة. لم تكن كثافة الماء ولا جسارة الجبال فخّاً لاجتذاب الريح. العمر ما لم يحدث بعد، والشعر أن نجازف فحسب.
لم ألتمس قبسًا
يقيني كان بي أولى
من النار النجيّة
لي انتماءاتي إلى نفسي القريبة
أملأ الموّال وسط قصائد النجوى
وأخسر في احتراقي نجمةً
وأظلُّ أسعى
***
تبقى الحياة طريقةً للحبّ
لا يكفي اعتذارٌ كي نُبّرر وجهةً أخرى
التخوم الجاهلية لا تُفكّر في الحقيقة
أرضنا الأولى التأمّل في المرايا
من يراكَ ومن يُحاول أن يُفسّر ما اعتراكَ
وأنت تفتح للهوى الغربيّ نَبعا
***
ولهٌ بريءٌ في الشغاف
تُطيح به المواقف كلّ يومٍ
قبل أن ينسى براءته
البقاء على انحيازٍ للهناءات البعيدة
يستطيع توقّع الآتي ويُنصتُ
حيث لا رئةٌ تتوق إليك سمعا
***
من علّق الماضي على الأسوار
من أقصى التوتّر من فصاحتهِ الشريدة
من نأى في الغيب
لا تشقى به الكلمات
يعرف كيف ينجو من فجائع نفسهِ
الأيام لا تخشى
فكن خطأً غريزيّا
وخذ من ظلّك الجمعيّ دمعا
***
للماء
أن يجد المساحة كي يُغنّي
حاذقٌ هذا الهواء
فما انتهى منّا انتهى عتَبَاً مشاعاً
في الجبال
نُعيد ترتيب الجسارة
كلّ ذاكرةٍ مزاجٌ مسرحيٌّ ناجزٌ
ماذا تسمّى الريح إلا الريح في الطرق الفسيحة
لم يأخذ أغانينا الغياب
وأيّ عشبٍ لم يعُد للقلب مرعى.
د. مستورة العرابي
أستاذ الأدب والنقد الحديث المساعد – جامعة الطائف.
– عضو اللجنة الثقافية لسوق عكاظ.
– عضو اللجنة الثقافية بمعرض جدة للكتاب.
– رئيسة شرفة الشعر بأكاديمية الشعر العربي.
– عضو لجنة الترجمة بأكاديمية الشعر العربي.
– عضو لجنة تحكيم في مسابقة الأمير عبدالله الفيصل لطلاب الجامعات السعودية.
– عضو مؤسس في جمعية الأدب بوزارة الثقافة.
الإنتاج النقدي والإبداعي:
– التشكيل الجمالي في شعر عبدالعزيز خوجة.
– صناعة المعنى في شعر محمد إبراهيم يعقوب مقاربة سيميائية.
– ديوان شعر (ما التبس بي.. ما غبت عنه).