
فانوسُ البيتِ - القابعِ في وحدتِهِ القرويَّةِ تخفتُ شعلتُهُ حينَ تهبُّ الرّيحُ وتصفعُ نافذةَ الخشبِ الأخضرِ خلفَ تذكّرِهَا،
والزيتُ الآخذُ في النقصانِ يزيدُ الوحشةَ فيها أكثرَ من ذي قبل؛ فتزيد كثافة هذا اللَّيل حنينا ويهيم الصَّمت الساكن في قلب الوادي.
وحين يهيم الصمت الساكن في قلب الوادي، تأخذه المرأة إلفًا، تغزله شالًا للبرد، وتعزفه نغمًا للحبِّ المشحون برقَّتِها.
المرأة فانوس البيت وشعلته حين تحب؛ ستصعد في المعراج إلى قلبك؛ فافتح لليل عبارتها النشوى، واسكن في الرجفة قُرب النبض، وقُرب حرائق تشعلها البهجة فيها.
كن أقرب منها في اللحظة، أبعَد عنها في خدر ينساب بصحراء لم تفطن للغيم يمر بقرب أنوثتها.
خذ يدها نحوك، خذها وترًا يسري بالنغمة في ليل المغنى، خذها موسيقىً تجفل من سمت النوتة؛ كي تخرج في موعدها بين أنامل عازفها الهاوي، واصعد سلمها بهدوء العارف حين يغيب.
خذها نحوك والزم دفة حيرتها، كن بوصلةً لجهات النبض، وآنيةً لحدائقَ رغبتها؛ كي لا تذبل في ميسمها النشوة، خذها شجنًا/وردًا جمعته الصُّدفة في الدَّرب إلى نبعك،
خذها قنديلًا للعشق الساكن فيك، ومنديلًا يحفظ ذكرى حُمرتها في ليل الموعد.
النبضُ مقاماتٌ والرعشةُ غَيُّ العازفِ قالوا، وأنا لا آبه فيما أبحثُ في جيبيَ عن قُبَلِ العشاقِ (ال) سقطتْ سهوًا، عن عطرٍ لم يشهدْ غيريَ جذوتَهُ، أبحثُ عن دمعٍ أسْرَى فيَّ وأسرار تغالبُ في الهدأةِ مِشْيتَهَا في دربِ الموعدِ،أبحثُ عن عشاقٍ ذابوا خلفيَ فيما تحتضنُ الحيرةُ لهفتَها من فيضِ تَرَقُّبِهمْ؛ ولذا لم نأخذْ معَنا غيرَ غيومٍ ملأى بالحبِّ وبالأسرارِ وبالمعنى، وردًا في البسمة لم يذبل، وملامحَ لم تتركْ طفلَ براءتِها يغفو في الغيمِ حزينًا، صمتًا قالوا مفتاحُ الحكمة لم نألفهُ؛ فبتنَا أكثرَ ثرثرةً في العتمةِ أقلَّ قليلًا من نسيان.
لم تنضجْ حكمتُنَا بعدُ؛ فبِعْنَا ذهبَ الصمتِ بفضةِ هذا الحكيِ الفارطِ في بهجتِهِ،
والفضةُ لا تصدأُ أبدًا.