
لم يكُن الفن يومًا مجردَ محاكاةٍ للواقع كما نراه من داخل إطار رؤيتنا المحدودة للأشياء، بل يتجاوز ذلك إلى أن تكون مهمته الجوهرية الكشف عمّا لا يمكن رؤيته من خارج هذا الإطار، وعمّا لا يمكننا إدراكه من وراء التفاصيل. وعينُ الفنان وحدها هي القادرة على الغوص فيما خلف تفاصيل الواقع، وإعادة صياغتها ممزوجةً برؤيته الخاصة وفنه الخالص، ليُعيننا على قراءة العالم وقراءة ذواتنا قراءةً عميقة.
وفي عام 2025م، احتفت مجلة القافلة بمجموعة من الفنانين من خلال زاوية "ضوء" عبر إجراء لقاءات معهم والتعريف بجملة من أعمالهم.
وكانت أول فناني القافلة لهذا العام هي السعودية منال الضويّان، التي استخدمت الفن أداةً للتدوين؛ ثم النحات العُماني أحمد الشبيبي، الذي أولى التجريد اهتمامًا كبيرًا في أعماله؛ مرورًا بالفنان البحريني عباس الموسوي، الذي تراوحت أعماله بين الانطباعية والتعبيرية والتجريدية؛ وصولًا إلى الفنان السعودي راشد الشعشعي، الذي سخّر معرفته العميقة بالمادة لصالح فنه؛ ثم الفنان المصري عمر الفيومي، الذي استلهم لوحاته من الطقوس اليومية للناس البسطاء، وختامًا بالفنانة السعودية فاطمة النمر، التي استلهمت من الذاكرة الشعبية لوحاتها الفنية.





